اعتقال الطفلة سحر ذات ال١٤ عاما وسط عنف مفرط من قبل قوات الشرطة

كسلا. ماريا نمر

تعرضت الطفلة سحر حسن في موكب 21 فبراير بمدينة كسلا لعنف مفرط من قبل قوات الشرطة التي استعملت الضرب والخنق للطفلة ذات الرابعة عشر عاماً. سحر خرجت في مواكب المطالبة بالعدالة وتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية كواحدة من الشباب الذين لديهم مطالب حقيقية بتأسيس دولة مدنية.

في تقاطع (رزاز) المؤدي الي سوق كسلا الكبير وقفت سحر مع عدد من الشباب والشابات أغلبية اعمارهم تحت العشرين كانوا يقفون خلف المتاريس وفجأة ظهر دفار الشغب المليء بأفرداد الشرطة الذين يحملون الأسلحة والهروات نزلوا وانتشروا في المكان ثم قاموا بقفل الثوار ومطاردتهم ومن ثم اعتقالهم.

تم اعتقال 5 شباب منهم 2 قصر والسادسة كانت سحر التي حاولت الهرب منهم بإتجاه الخور إلا انها سقطت علي وجهها عندما لاحقوها من ٤ لي ٥ افراد من القوات ويشيء من الألم اخبرتني سحر أن احدهم قام بضربها علي وجهها قائلة (كفتني) كتير عندما صرخت بصوت عالي وقال لي (اسكتي وما كان عاوز زول يسمعني) وكنت ارتدي علم السودان واربطه في عنقي (جروني وخنقوني بالعلم) وعندما قلت حسبي الله ونعم الوكيل تم اقتيادي الي العربة التاتشر مع الشباب وأضافت (غلبني اطلع وشالوني من رجولي ولما صرخت تم ضربي ورمي داخل العربة بجانب اطفال كانوا يجلسون علي ارضية التاتشر وفيهم مصابين دمائهم تنزف.

تحركنا مسافة وتوقفوا بنا بالقرب من طلمبة بنزين قريبة من السوق ولكن للأسف لا احد يرانا او يسمعنا لأن الدفار مغلق بالكامل ونحن بداخله.

إعتقال (نجود) خالة الطفلة سحر

إلتقيت بخالة الطفلة سحر السيدة الثائرة نجود شنقراي خريجة المختبرات الطبية حيث كانت تشغل مشرف بوزرارة الصحة الإتحادية بكسلا والتي اقفلته بالكامل في عهد البشير إحتجاجا علي سياسات لم تتوافق مع وزارة الصحة وقتها وتم اعتقالها في عهد البشير كما اجهضت جنينها داخل معتقلات النظام البائد جراء الإعتقال الوحشي.

قالت محدثتي نجود بأنها كانت في عمل وجاءت في نهاية الموكب وأضافت (طلعت بعربيتي قاصدة مركز التديب الطبي الذي يتبعني وفجأة اتصل بي الثوار الذين كانوا بجانب سحر بالموكب بأنها تعرضت للإعتقال ومعها آخرين وسرعان ما غيرت مساري بحثاً عنهم ذهبت بإتجاه القسم الأوسط وفي طريقي وجدت عدد من تاتشرات الشرطة تقف بجانب طلمبة بنزين وفي الحال توقفت وكأني اريد ان (افول عربيتي) ثم نزلت و تحاورت مع احد افراد الشرطة وقلت له (عندي بتي معتقلة هل هي موجودة بداخل احدي هذه الدفارات تجاوب معي وقال اتبعيني. وبالفعل اتبعته الي احد الدفارات فتح الباب الأمامي ثم وجدنا ضابط فاتح التلفون وبلعب في (شطرنج) وبنفس في الوقت الذي كان فيه اطفال معتقلين ودمائهم تسيل. سأله ان كانت معاكم فتاة معتقلة فأجاب بغضب لا توجد (شوف دفار تاني) تحركنا الي عربة اخري فتح الضابط الباب وبالفعل رأيت سحر ومعها اطفال مصابين ويملأهم الخوف والتوتر وكانوا برجفون من الخوف لأن اعمارهم صغيرة وهذه التجربة لم تمر عليهم يوما لم اتحمل المنظر وصحت في وجه القوات لماذا يتم اعتقالهم فهؤلاء الفتية لديهم مطالب لن تتحقق ونحن لا نريد البرهان وهذا حق يكفله الدستور، صاح احدهم في وجهي قائلاً (من انتي لكي يفتحوا لك الباب البيفتحوا وتنظري للمعتقلين وردد( انتي ذاتك ح نعتقلك بقانون الشغب
يلا طلعوها وبالفعل تم اعتقالي . اوقفت العربة وطلعت مع الشباب المعتقلين وكانوا في الطريق يقومون بضرب العربة التي تقيلنا بطريقة وحشية بالخراطيش وذلك لإخافتنا وبصوت اكثر من مزعج وعالي (يعني ضجيج غير عادي) كنت اجلس بالقرب من سحر وامسك بيدها كي لا تخاف سألتني الصغيرة (مودننا وين ديل) اجبتها ح نمشي القسم وح نطلع.

تحرش داخل العربة

اثناء حديثنا انا وسحر طلع بنا الدفار الي العالي ونزل فجأة الي الواطي والعساكر ( بجو واقعين فينا) وهذا تحرش واضح وفعلوها اكثر من مرة ولكنني صحت
بوجههم أن يكفوا بالتحرش بنا وأضفت لهم انني لن اسكت وسوف افتح بلاغ بالتحرش. وبعد ذلك ضربوا الدفار بالهروات أيضا لإصدار صوت عالي ومزعج ثم توقفوا بنا في مكان لم اعرفه وصاحوا في وجهنا (اقيفوا) وقفنا وفرمل سائق الدفار حتي وقعنا. ثم اتجهوا بنا الي القسم وهناك نزلنا وتم التحري معنا ولكن حولت سحر الي محكمة الطفل واوصيتها بعدم الخوف وان تكون قوية وبالفعل اقتادوها بنفس التاتشر ومعها طفلين بإعتبار انهم قصر.

وانا حبست بزنزانة لا يوجد بها حتي مكان للجلوس في منطقة متسخة ورائحتها غذرة وبالقرب مني زنزانة الثوار المظلمة طلبنا ماء ولن يعطونا طلبناها مرة اخري ولم يجيبوا لنا. إلا الثوار الذين يقفون خارج القسم والجدير بالذكر ان الثوار في كل موكب يعسكرون خارج القسم لمعرفة المعتقلين وخدمتهم والضغط لخروجهم. خدمونا الثوار (واتو لنا بالماء وبعض السندوتشات) وعند الساعة التاسعة مساء تم خروجنا بضمان. اما سحر خرجت بضمان من محكمة الطفل قبل خروجي التقيتها بالبيت ولكن كانت حالتها صعبة مضروبة في وجهها وعنقها نتيجة خنقها بالعلم ومصابة بكليتها نتيجة الضرب بخرطوش اسود والآن سحر تخضع الي العلاج وننتظر طبيبة نفسية لتلقي العلاج النفسي للطفلة سحر. هذه واحدة من كثير من قصص النساء البواسل الثائرات المناهضات لحكم العسكر والمطالبات بمدنية الدولة الكاملة.