
02:55 م
الثلاثاء 01 مارس 2022
قادتني الخطوات الي سوق (النسوان) بكسلا كما يسميه أهل الولاية . ويعتبر هذا السوق من الأسواق التأريخية القديمة بمدينة كسلا والذي ترتاده النساء من كل مكان داخل المدينة وذلك لتمييزه بين الاسواق القريبة له من حيث المنتوج.
النساء في هذا السوق الكبير يعملن بجد وبجهد وبحب لهذه المهنة التي يكسبن منها الرزق الحلال ويعلن منها اسرهن وابنائهن ممن تركهم ابائهم لظروف الحياة القاسية واصبحن الأمهات يعملن علي مجابهة الظروف.
سوق النسوان يضج بالقصص المؤلمة فهناك نساء عانن من فقدان الأزواج وتركهن لأبناء صغار منهن من توفي ومنهن من ترك ابناءه الصغار وهرب ومنهن من كان مريضا ولا يقوي علي فعل شي. ومنهم من لا يجد العمل.
تجولت طويلا في هذا السوق العتيق الذي يحكي عن معناة النساء مع العمل ومابين ضجيج السوق وصوت الباعة وتنوع المنتجات رأيت ان اغلبية السلع هنا من صنع النساء مثل (السعف) (حياكةالشنط اليدوية بالصوف او السعف) (الأكسسرز بأنواعه التقليدية من خرز وودع ) وهنا تصنع (الكسرة) وهي اكلة شعبية
قديمة. النساء هنا ايضاً بجانب الكسرة يجلبن الشطة الحمرة السودانية كما تباع ايضاً جميع انواع الاطعمة من الأكلات السودانية الشعبية بجانب القهوة والشاي
ولأن كسلا مدينة حدودية لاحظت تنوع السلع واختلافها في هذا السوق التاريخي فمثلا يوجد السعف بانواعه (الحطب) (الشاف) (الكوليت) وجزء كبير من الاعمال اليدوية المتمثلة في الخرز والخيوط. والفخار والكوانين.. والجبنات بأنواعها من الخزف والحديد. والليف. والعطور البلدية السودانية بأنواعها والبهارات.
يوجد في السوق ارامل ومطلقات وهناك طفلات وشابات في السوق وعندما قمت بسؤلهم عن طبيعة عملهن في سوق النساء اجبن بعضهن أن افضل سوق لنا هو سوق النساء لأننا نجلس وسط نساء افضل من الاسواق العامة ولا توجد هنا مضايقات وهناك سد لحاجة المرأة في السوق من سيدات يعملن في مجال الشاي والقهوة والاطعمة.
اغلبية النساء في السوق من قبائل البني عامر والنوبة وغالبية النساء من زوجات شهداء الجيش.