
05:53 ص
السبت 03 أبريل 2021
عائشة الحاج - الخرطوم
حيو جيل اسمر مشاغب
شعارهم لا مساومه
ديلا صناع المواكب
لجنه الحي والمقاومة
منذ سقوط النظام فى ٢٠١٩ وعندما بدات لجان المقاومة تنظم صفوفها في الاحياء انضمت كنداكات بلادي ،الي صفوف اللجان ترس الثورة وصمام امانها في هذا التقرير سنسلط الضوء علي كنداكات لجان المقاومة السودانيه اللاتي لم يسلط عليهن الضوء ولم ياخذهم بريق الثورة الي فلاشات الاعلام وكراسي السلطه اين هن من المشاركة في المجلس التشريعي وماهي تحدياتهم وطموحاتهم وكيف انضممن الي اللجان !؟
التقينا بعضوة لجان المقاومة ضحي حيدر ؛ وهى طالبه وعضو لجان المقاومه بشرق النيل. فالضحي حكايات مع الثورة لا تنتهي وقد حكت لنا عن تجربتها فى المشاركة فى لجان المقاومة. فهي انضمت الي لجان المقاومه في بدايه تكوينها، وقتها كن ثلاثه نساء فقط في مربعها، ورغم المضايقات التي واجهتها من سكان حيها الذي يسكنه منسوبي النظام السابق الا ان ايمانها بالتغيير والثورة لم يزدها الا إصرارا. وبعد توقيع الوثيقه الدستوريه وتحول الدوله الي دولة مدنيه، انخرطت ضحي في لجان التغيير والخدمات. وكانت من مهامها مراقبه المخابز. ضحي تري ان مجتمعها غير قادر علي تقبلها في مراقبه المخابز وفى العمل العام. حتي انها يطلق عليها "محمد ولد" وهو لفظ تطلقه المجتمعات التقليدية على النساء اللائى يتحدين الرؤية النمطية المفروضة على النساء وخاصة عندما تنادي المراه بالمساواة مع نظيرها الرجل.
التقينا أيضا بسمر وهى عضوة بتنسيقيه لجان المقاومة و انضمت للجنة المقاومة بعد فض اعتصام القيادة العامة وتحدثت لنا حول تجربتها قائلة :" التجربة بتخليك تحس بالمسؤولية تجاه وطنك وتجاه من قدموا روحهم و أمل النساء المغدورات ومطالباتهم في محاسبة كل من سلب حلمنا في القيادة ....
واعتقد ان تجربتى فى اللجان تجربة عظيمة ومن أعظم التجارب الخضتها في حياتي و ما اظن ممكن أعيش بتجربة زيها .."
وعندما سالناها عن تقييمها لوضع لجان المقاومة الان ودور النساء فى لجان الخدمات بالأحياء قالت:
" يمكن ان نقول في خلال ال٦ اشهر الفاتت او اكتر من كدا اللجان ليست كسابق عهدها، فهناك اختراقات و مزايدات اسهمت بشكل كبير في تشتت الهدف الاساسي من تكوين اللجان مناصفة بيننا النساء والرجال. كما ان الشعور بالأحباط من الواقع السياسي بدون شك له أثر كبير على عمل اللجان.
وتواصل سمر فى وصف دور النساء في لجان الأحياء بقولها :
" هناك نساء تتحمل عبء عمل لجان الخدمات من معاملة معقدة وصعبة احيانا مع افراد الحي وهناك من تضع نفسها في وش المدفع في لجان المقاومة دون خوف مما يؤكد ان النساء قادرات على خوض العمل العام بقوة، ان لم يكن اكثر من الرجال في بعض الأحيان. رغم انه في بعض لجان الحي يكون هناك احيانا تجاهل وقمع خاصة في مجال الخدمات.
وفى ردها على سؤالنا حول شروط عضوية لجان المقاومة قالت :
" لا أعتقد أنه يجب أن تكون هنالك شروط سوى ان يكون هم العضوية هو السودان وان تفعل ما تستطيع لأجل الوطن فقط."
وفى لقاء مع عضوة لجان المقاومه اسماء تاج السر عضو لجان مقاومة الخرطوم جنوب سالناها عن تجربتها فى عضوية لجان المقاومة فقالت:
"إنضمت للجان المقاومة في شهر 5 في رمضان وكانت تجربة مفيدة جداً في مجال العمل العام ونقله نوعية وأصبح الأمر متعلق بكونك حر وقادر على إيصال صوتك ومعرفة حقوقك كمواطن ومن خلال لجان المقاومة يتعرف الإنسان على كثير من فئات المجتمع مما يجعله قادر على مواجهة المجتمع ككل وفهم كل الأراء مما يجعلك قادر على إستيعاب كل وجهات النظر وإحترام الرأي الأخر.
وعن تجربتها فى العمل العام كامراة تقول اسماء :
"بدأت العمل العام من قبل ثورة ديسمبر المجيدة لأنني أرى أن الإنسان لديه طاقة يجب أن يستغلها في شئ ينفع الوطن والمواطن... ممكن ان أجزم بأن النساء لهن دور كبير في هذه الثورة ويمكن ان تقدر النسبة ب ٦٠٪. لأن العنصر النسائي مهم في كل القضايا التي تدور في الساحة والوضع الراهن السياسي والاقتصادى. "
سألنا اسماء أيضا عن دورها فى لجان المقاومة حاليا فاجابت بقولها :
" أنا عضوة حاليا فى اللجان ولكن من الصعب الالتزام بالقيام بجميع مهام اللجنة نسبة لضغوط العمل والمسؤوليات ولكننى احاول التوفيق بين المهام وعملى. "
سألنا اسماء أيضا عن آليات العمل وعن حرية التعبير والمشاركة فى صنع القرار للنساء داخل لجان المقاومة فقالت: " التعبير عن الرأي ليس مقتصرا على فئة معينة من المجتمع والنساء السودانيات لهن حق التعبير والمشاركة... ولاتوجد شروط معينة للمشاركة في أعمال اللجنة فلكل منا دوره سواء نساء او رجال."
سألنا اسماء أيضا عن مستقبل وجودها فى اللجنة وهل تعتقد انها قادرة على الاستمرار؟ فكانت اجابتها :
" لا أتوقع أن أتخلى عن لجنة المقاومة لأنها أصبحت جزء مهم من حياتى وهي النافذة التي من خلالها استيطع ان اعبر رأى واطالب بحقوقى وحقوق المواطن. واذا أصبح الإنسان لايطالب بحقه إذا لا فائده لوجوده على قيد الحياة."
وعند سؤالنا حول رأيها فى أهمية تثميل لجان المقاومة فى المجلس التشريعي وخاصة النساء قالت اسماء :
لدي تحفظ في هذه النقطة ليس من الضروري ان يكون التمثيل النسائي او لجان المقاومة مهماً جداً للمشاركة في تكوين المجلس التشريعي بذات العضوية ، ولكن يجب ان يكون لنا الحق في إختيار من هم أهل لهذه المناصب من منطقتنا حتى وإن لم يكونوا أعضاء في لجنة المقاومة. "
التقينا أيضا بعضوة لجان مقاومة الصحافة رقية عادل. وسالناها عن تاريخ انضمامها وعدد النساء فى لجنتها.
فقالت انضممت الى لجان المقاومة فى يونيو ٢٠١٩ ،و هناك ٣ نساء فى اللجنة هناك ٨ نساء فى لجنة الحى. واعتقد ان لجنة الحى ولجان المقاومة كانت تعمل بشكل جيد وبشكل متوحد كيد واحدة للعمل معا فى البداية ولكن بعد ذلك نمت الكثير من الشكوك والجدل الذى عطل عمل اللجان.
سألنا رقية عن تقييمها لتجربة مشاركة النساء فى اللجان وهل ترى انها مفيدة وهل يتم احترام أراء النساء فى عملية اتخاذ القرار؟ فاجابت رقية قائلة :
اعتقد ان مشاركة النساء فى اللجان تتيح لهن فرصة لمعرفة حقوقهن واسماع أصواتهن ولكن فى نفس الوقت نظل نعانى فى داخل اللجان من تجاهل لارائنا فى اوقات كثيرة وخاصة فى عملية صنع القرار.
سألنا رقية عن رأيها فى مشاركة لجان المقاومة وخاصة النساء فى تشكيل المجلس التشريعي واجابت بقولها:
"انا شايفه المجلس مهم شديد عشان يعترف بشرعية لجان المقاومة ومن حقها تمثل في المجلس التشريعي لانو اللجان دي ما نصف الثوره هي كل الثوره."
ان لجان المقاومة كما قالت رقية هى كل الثورة وليس نصفها، ورغم ان النساء لا يمثلن نصف لجان المقاومة كما يجب أن يكون نسبة لدورهن فى الثورة وفى المجتمع ورغم التحديات التى يواجهنها لكن وجود النساء فى اللجان له أهمية كبرى فى بناء المشاركة السياسية للنساء فى القواعد. ووفق الوثيقة فإن نصوصها أكدت على مشاركة النساء كما انها “تحظر جميع أشكال التمييز في العمل بما في ذلك التمييز بسبب السن أو الجنس أو الحالة الاجتماعية، أو بسبب يتعلق بحضانة الابناء او الانتماء السياسي أو الايديولوجي، أو أي أسباب مع وضع عقوبة لأي ممارسة فيها تمييز ضد النساء في العمل”. وكذلك تعهدت الوثيقة بتعزيز مشاركة المرأة في العمل النقابي وتخصيص نسبة لا تقل عن 50 في المئة من المقاعد في الهيئات القيادية للنقابات ورغم ذلك نجد ضعف مشاركه النساء وهذا نتاج لعهد الانقاذ الظلامى الذي حط من وضع المراه، وضعف الاعلام والتوعية بدور النساء رغم ان هنالك مؤشرات ايجابية للتغير فى اوضاع النساء مؤخرا. وتظل لجان المقاومة هى نبض الثورة الحى ويجب أن يكون هناك عمل جاد على كل المستويات لزيادة مشاركة النساء فى اللجان وفى كل مؤسسات الدولة السودانية.