توثيق الثورة

في ذكرى فض الإعتصام بائعات الأطعمة والشاي...وآلام فض الإعتصام المحفورة في الحياة والذاكرة

05:38 ص

السبت 03 أبريل 2021

ملاذ عصام

تدفق الدم من وجه حليمة (بائعة شاي) وأجزاء مختلفة من جسدها وصوت الرصاص فوق رأسها والسياط من حولها وجثث ودماء تحتها وذلك فجر 3يونيو2019 أمام القيادة العامة بالقرب من شارع النيل الخرطوم أثناء فض الإعتصام، لا تعلم أين ذهب صغارها النائمين بجانبها و إقتادوها إلى عربة كبيرة (دفار) برفقة كثير من النساء وعدد من الأطفال إلى قسم المقرن وتم إحتجازهن/م لأكثر من يوم بلا تحقيق. وقالت (ظللت أرفع أرجلي برفق حتى لا أضغط على جثث الشباب والأطفال التي سلب منها الرصاص فرحة العيد المنتظر، و رأيت الموت يسري في جسدي ويلتف حولي من كل الإتجاهات).

الرصاص والعصا

وذكرت (س) أنه تم إقتياداها بواسطة شابان من الجنجويد (الدعم السريع) وهم يضرباناها بالعصا والسياط إذا أبطأت الخطى أو أسرعت وهددوها بالرصاص عندما حاولت الجري، وقالت رأيت أثنان آخران يغتصبان شابة أمامي وعلى جسدها آثار ضرب واضحة، وأضافت رأيت أيضاً عدد من الشباب والشابات إختاروا الإرتماء داخل مياه النيل هرباً من الرصاص.

فقدان

أما سعدية علي (بائعة) وهي أم لخمسة أطفال والمعيلة الوحيدة لهم حدثتنا قائلة وعلامات الضرب مازالت باقية على جسدها رغم التواجد في المستشفى لمدة يومين، و فقد أطفالي كل شيء لن يستطيعوا الذهاب للمدارس بعد اليوم فأنا فقدت أدوات عملي ونقودي وهاتفي وحتى جسدي لم يتعافى إلى الآن.

إغتصاب

(م) شابة عشرينية لم تكمل تعليمها ولا تملك حرفة غير العمل ببيع الشاي ليس لديها عمل في الوقت الحالي بعد أن فقدت مالها وأدوات عملها، وتعرضت (م) للإغتصاب والضرب وقالت خرجت من ميدان الإعتصام -بعد رحلة من العذاب إستمرت لأكثر من 10 ساعات- وأنا لا أقوى على الحركة فتم نقلي للمستشفى ومازالت آثار جرائمهم باقية على أجزاء متفرقة من جسدي.

خسائر وتهديد

وصرحت عوضية كوكو رئيسة جمعية بائعات الأطعمة والمشروبات بأن خسائر بائعات الأطعمة والمشروبات تُقدر بمليار جنيه ومازالت هناك 2 من البائعات مفقودات وعدد منهن لم يتحدثن عن ماتعرضن له تحت ضغط وتهديد أسرهن، وقد فقدت جميع البائعات أدوات عملهن وهن لاحول لهن.

متابعة نفسية

من جانبها أكدت الأخصائية النفسية سلمى عزالدين ضرورة المتابعة النفسية لمثل هذه الحالات، ونوهت لوجود عدد من المعالجات/ين مازالوا يقدمن/وا خدمة المتابعة النفسية طوعياً للمتضررات/ين من فض الإعتصام، مؤكدة أن عاملات الشاي من أكثر النساء المتضررات من هذه الأحداث.

بلاغات

وشدد قانونيين/ات على أهمية فتح بلاغات من قبل كل المتضررات/ين من أحداث فض الإعتصام، وأيضاً مراقبة نتائج لجنة التحقيق مؤكدين وجود كثير من البينات التي توضح لأي مواطن/ة حتى لو لم يكن قانوني من القاتل ولكن يجب أن يأحذ القانون مجراها الطبيعي، وفي حال أحسسنا بأي تلاعب في عمل اللجنة سنطالب بإيقافها فوراً وتكوين لجنة مستقلة عادلة تستطيع تحقيق العدالة للجميع، وأكدوا أنهم في إنتظار نتائج اللجنة الحالية.

ماذا حدث؟

ووجدت حليمة نفسها مع عدد من النساء وهي حافية القدمين والساعة تُشير إلى الثانية أو الثالتة فجراً وهي لاتملك شيء تدوس على آلامها بعد يومين من التواجد داخل قسم بري إذ تم إقتيادهن إلى هناك ولاتدري إلى أين ستذهب؟ وكيف؟ وما الذي حدث؟

اخر الاخبار