
02:39 ص
الثلاثاء 06 أبريل 2021
السودانيات - الخرطوم
اول المظاهرات التى خرجت فى السادس من أبريل فى ٢٠١٩ لم تخرج من الخرطوم، بل خرجت من معسكر ٥ دقايق قرب زالنجى فى دارفور. حيث كانت أول شهيدات هذا اليوم العظيم هى الشهيدة بدرية إسحاق التى قتلتها أسلحة قوات جيش وأمن وجنجويد النظام البائد فى حوالى ال ١٠ صباحا فى مظاهرات المعسكر التى ابتدرت ذلك اليوم من دارفور من قلب المعسكرات وقلب الحلم بالتحرر.
بدرية إسحاق الأربعينية التى كانت قد وضعت طفلها حديثا، كانت أول شهداء اليوم الذى غير تاريخ السودان الى الابد. وقد خرجت مظاهرات معسكرات دارفور باكرا كبكور الثورة التى شبت هناك على النظام البائد منذ ٢٠٠٢ دفعت فيها النساء أغلى الأثمان. حيث استخدم الاغتصاب سلاحا للحرب مما جعل تهمة التخطيط الاغتصاب الجماعى فى دارفور هى احد التهم الموجهة لرئيس النظام السابق عمر البشير وبقية المتهمين الخمسة معه والمطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية.
ففى ذكرى ٦ أبريل ترتفع الأصوات لازالت بالمطالبة بالعدالة والحرية والسلام الذى استشهدت لأجله بدرية إسحق وغيرها كثيرات ليس فقط فى ثورة ديسمبر ٢٠١٨ بل منذ بداية النظام البائد. ورغم مرور عامين على اكبر تجمعات السودانين والسودانيات واسقاطهم جبروت النظام البائد، الا ان العدالة لازالت سؤال ينتظر الإجابة. كما ان النساء المصابات والشهيدات والائى عانين من العنف الجنسي طوال فترة الإنقاذ وفى ثورة ديسمبر لازلن فى انتظار العدالة والقصاص والمساواة فى الحقوق فى المشاركة فى إدارة الوطن الذى كان لهن السبق فى التضحية لأجله. وأهم رموز هذه التضحية هى بدرية إسحاق. وهى إحدى نساء السودان الابطال اللائى يجب أن يجدن التبجيل الذى يستحققن.