01:40 م
الأربعاء 14 أبريل 2021
بقلم فاطمة عبد الفتاح:
دقات قلوبهن تقاسمتها طرقات الهروب من الموت و جبال النجاة و اصوات الرصاص فماذا تبقى منك يا قلب الامهات ..كل النساء و البنات هناك امهات فالرجال لا يعرفون الثبات، فبفراهم حملن البنات اخوة وجب عليهن ارضاعهم حليب در من اثدائهن قبل اوانه و حمل ثقيل حتماً سيتكفل به الزمان...
لنساء النيل الازرق قلب وسع ارواح كثر لكنها كلها في السماء... وفي اعينهم اشجار قيسان و كروم باو و دهب اشمبو وفي اثدائهن تكمن الحياة و ضحكات الصغار و حتى نجاة الرضع من كل كلاش و شغف العيش ..هن يحملن الشمس على اكتافهن و الماء و لولا ان عقولهن كانت تزن خريفان و صيفان وشتاء واحد لما كانت بواكير السلام ولما صمدن ولما كانت النيل الازرق حتى اللحظة حبلى بخريف و اشجار مانجو و هشاب ..ولما صمدت يا قلبي.
تزرع نساء النيل الازرق قوت البلد ليحصدن كرامتهن و ليهديننا أمل رغم وجع الانفاس التي تتجاذبها صدورهن بعناء شديد ..قالت صفية " لمن الليل دا يجو نفسك دا تجري ما تقدري" و قالت سلمى " بليل بعد نرجعو من الزراعة و نجيبو الموية و نعوسو الكسرة بنوم قبل ناكلو الكسره من التعب !" ... و المابانية قالت " نسرق ولى ناكل بضراعنا" فبيع الخمر الحلال الذي لا يفي الجوع حقه هو عنوان أمانتهن و كريم خلقهن.
الكرامة ترينها بائنة في سحنتهن و البريق الذي يشع من اعين اغلبهن يعلن عن نهاية ليل طال وفي ذلك تاكيد ان الليل مهما طالت ساعاته فإنه حتماً قصير و ان السلام لابد قادم و الفرح هو كتاب مفتوح بين ايدينا اجمعين فقط علينا ان نأذن لانفسنا ان نراه..هذة هي سنة الحياة و حقيقة جاليليو الذي مات و الارض مازالت تدور...