ترندينج

رسايل من النيل الازرق

05:26 م

الأربعاء 14 أبريل 2021

بقلم: فاطمة عبدالفتاح

إنو تشوف النيل الازرق نورها و ما بس تسمع صوتو، "مصنع غير مصنع التلج " ، انو "تشبع " بناتها واولادها من التعليم و "الحكومة تجي للناس و الناس تسال الحكومة " و "التصويت بالبرامج والا ما بسوط" كانت مطالب رابحة الاربيعينية من منطقة الكدالو والتي قبل استقرارها في عام ٢٠١٨ تنقلت بين معسكرات اللجؤ منذ عمر التاسعة

من رابحة الى راشيل من منطقة "شالى الفيل" التي يقطنها "الأودوك" و التي تحمل على عاتقها مسؤلية بلد كامل في المحافظة على لغة الادوك من الموت حتى تحتفي الاجيال بثراء انسان السودان..٣ كتب (تمت طباعتها في القرن الماضي من قبل منظمات تبشيرية كنسية ) وجدناها في الفصل الذي يتم فيه تعليم لغة الأدوك، في مكان شحت فية المدارس "الحكومية" و خلت الموجودة من عكس ثراء البلد من لغات و هويات و تراث، فكانت راشيل هي المدرسة.

منهن الى ع و ف في الدمازين اللائي نظمن انفسهن و نظمن النازحات في عقد منظوم يمثل المشاركة السياسية على المستوى القاعدي في اذكى صورة لكسب العيش و اقتلاع الحق في الحياة.

ثم الى الشابات وهن يحكين عن تجاربهن في ريف الشمال و جنوب النيل ما بين ثقافة القبيلة في تقسيم الادوار الجندرية داخل و خارج المنزل. من "الشيالة" تشيل العيال و الموية في "العربوس " منذ نعومة الظفر و استخراج الخرسانة و الذهب بفتات النقود الى "الجنقو " اللائي هن ملكاته و كيف انهن بنهايته يرجعن جندياته.

حكت الشابات عن اطفال كبرو قبل اوانهم بين انتظار أب في الحرب و أم تصنع الكلا برحيلها يوميا "لبلدات" بعيدة ليكونو و عن "بولنق" و ما ينتظر فيها النساء و البنات و اطفال الغيب المندسين قسرا و لكن جهراً في احشاء النساء . من هناك الى علاقات النساء السرية منها و العلنية في تعدد شركاء حياتهن و غياب الوصمة عن الحمل خارج اطار الزواج ليتربى الاطفال في حضن العيلة في احترام ضمني لرغبة البت واختلاف دا في وسط النيل الازرق الواقع اكتر تأثراً بالثقافة "العربية".

الخيط الذي جمعهن هو حكيهن بشغف و أسى ، هو نطقن سياسة محللات لجذور المشكلة و ملمات بالخارطة القبلية و مراكز ثقلها و علاقتها بال"١٩قبيلة في الخلا وشايلة السلاح" بالمؤتمر و الوطني و الاتحادي و البعثيين و الشيوعيين و وعيهن بالسلام على طريقتهن، كيف لا وهن اول و آخر الذائقات للموت كل يوم قبل المعركة و بعدها و حتى اثناءها منذ العقود حتى نافسن الالهة فصارو يهبن الحياة للحياة في النيل الازرق.

كلٍ مارست السياسة على شاكلة و برغم ان بعضهن على دراية و البعض الاخر لم يعلمن ان ما يقمن به من تنظيم ليس فقط نضال من اجل كسب العيش او احياء للغة او تعليم ابناء "العوين الجرو" بالتنسيق والتشبيك الشعبي لكنه فعل سياسي في الفضاء العام يتحدى علاقات القوى بين الرجال و النساء حتى في الفضاء الخاص لصالح النساء إلا ان ما وحدهن رغم حزنهن هو امتهانهن لقدرة البقاء و بناء وضع افضل وكلو بالدعم الشعبي و دعم القليل من "شركاء التنمية الاجانب" ان صح هذا التعبير الاخير.

حكاياتهن حملت في طياتها الكثير من المطالب و التحديات والتي قد تقرأ بعضها بين السطور التي كتبت و لكن مجملها تسكن اصواتهن التى حكت و اذانهم التى صغت و اياديهن التى ارتفعت عالياً وعيونهن التي فاضت وقت صمتن.

في صمتهن و حكيهن احسست بثقل قلوبهن وخفتها. حكين بقلوب صامدة رغم انها كانت تفيض جراح وكأنهن تعودن على الشقا ولكنهن لم يفقدن عزهن بأنفسهن و لم ينسين معاشرتهن للنيل حقيقة و خيال اخر كل ليل ليبقى و تبقى قلوبهن لصباح اخر فيه يبدأن رحلة الامل لصنع الحياة في النيل الازرق. ..حكاياتهن اولها بداية التكوين و لانهاية لها حتى تستقيم علاقات القوى لصالحهن في مختلف تقاطعاتهن.

اخر الاخبار