08:59 ص
الثلاثاء 04 مايو 2021
نظمت مبادرة "ثورة المرأة السودانية" وقفة احتجاجية، أمام مباني وزارة العدل، وقدمت مذكرة مطالب للسيد وزير العدل، لتحسين أوضاع النساء، والحماية من التحرش.
الجدير بالذكر، أن قضية الفنانة عائشة الجبل، لاتزال تلاقي اهتمامًا بين كافة مكونات الشعب السوداني، عقب تعرضها لحادثة تحرش جماعي.
حقوق المواطنة
تسعى ريان مع رفيقاتها لإحداث تغيير في البنية الاجتماعية الموروثة وسلوكيات الأفراد، ومواقفهم تجاه حقوق الإنسان والنساء على وجه الخصوص
أكدت عضو مبادرة ثورة المرأة السودانية ريان محمد، أن فكرة إنشاء المبادرة تأخرت لعدة عوامل منها الظروف الصحية لجائحة كوفيد ،19 وظروف الامتحانات لعدد من العضوات. وواصلت حديثها بالقول: "نحن مجموعة فتيات في أعمار متقاربة، نمتلك طاقات، لم نجد جسم نسائي يستوعب تطلعاتنا، وهناك أجسام لها شروط محددة، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء المبادرة".
وتابعت ريان أن المبادرة تهدف لتغيير أوضاع المرأة في المجتمع، وتحقيق المساواة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية بين الجنسين، وإحداث نقلة في وضعية المرأة من مواطن مهمش إلى مواطن يتمتع بكافة حقوق المواطنة.
وتضيف ريان، أن المبادرة تسعى لحق التغيير والتحرر، بمعنى تحرير الأنثى من أساليب الوصاية الذكورية، مع التأكيد على حقوقها والقضاء على كل أشكال التمييز بناءً على النوع الاجتماعي، وتقول: "لا بد من تفكيك الفكرة السائدة التي تعلي من حقوق الرجل على حساب المرأة، وإلغاء الامتيازات الذكورية لخلق مجتمع متساوي من ناحية الفرص والامتيازات".
وتسعى ريان مع رفيقاتها، لخلق تغيير في البنية الاجتماعية الموروثة وسلوكيات الأفراد، ومواقفهم تجاه حقوق الإنسان والنساء على وجه الخصوص، والعمل على ترسيخ قيم المساواة والمواطنة بين كل فئات المجتمع.
في ذات السياق، تحدثت عضو المبادرة سيلين آمنة، عن أحدى الشعارات المرفوعة القائلة بتسليح النساء. تشرح آمنة لـ"ألترا السودان" المعنى المقصود من العبارة قائلة: "الهدف هو تعليم المرأة آليات الدفاع عن نفسها، بالوعي. حين تمتلك المرأة الوعي الكافي ستخرج للمطالبة بحقوقها، وتنقل الرسالة لأخريات". وتطالب سيلين بسن قانون رادع ضد التحرش، قائلة: "القانون، هو أقوى سلاح تقدمه لنا الدولة في الوقت الراهن". وأوضحت أن المبادرة معنية بالعمل على أرض الواقع، وتأتي امتدادًا لصفحة "نسويات سودانيات" على مواقع التواصل الاجتماعي، وتهتم الأخيرة بالتوعية بقضايا المرأة.
طريق طويل من النضال
عضو بالمبادرة: تطالب المذكرة بقوانين رادعة وعقوبات صارمة لكل من يتعرض للنساء بالتحرش أو الإيحاءات الجنسية
تقول أصالة صلاح الدين، "ثورة المرأة السودانية" إن المذكرة المطلبية التي رفعت لوزارة العدل، يوم الأربعاء، تناولت جميع أنواع التحرش، وطالبت بقوانين رادعة وعقوبات صارمة لكل من يتعرض للنساء بإحدى أنواع التحرش أو الإيحاءات الجنسية.
وتشير أصالة إلى تناولهم لقضية التحرش، لأنها ظلت تؤرق مضاجع النساء، لما تسببه من آثار نفسية على المدى الطويل للناجيات، وتذكر الفنانة عائشة الجبل، التي تعرضت لحادثة تحرش جماعي، وأعلنت المبادرة تضامنها الكامل معها، ورفضت المبادرة تبرير الواقعة بالإشارة إلى مهنتها أو ملابسها التي كانت ترتديها، إيمانًا بعدم وجود مبرر للتحرش.
وتشدد أصالة على حق النساء في الحياة الكريمة، وضرورة الإحساس بالأمان في الشوارع العامة وأماكن العمل، وذلك يقتضي وجود قوانين واضحة وعقوبات تطبق على المعتدين.
وتنوه عضو المبادرة أصالة إلى أن الوقفة الاحتجاجية هي بداية لطريق طويل من النضال، وتقول: "من أهدافنا التعبير عن الهوية النسوية السودانية، والتركيز على نجاحاتها وانجازاتها. السعي إلى تمكين المرأة على مستوى أجهزة الدولة، ومساعدة النساء للوصول إلى مواقع صنع القرار. إضافة إلى المساهمة في تعديل القوانين المضطهدة للنساء".
سلوك غير مقبول
تواصل "ألترا سودان" مع الفنانة الشابة عائشة الجبل، التي وصفت ما تعرضت له من سلوك بـ"الغلط" قائلة أن ما حدث من تصرفات بدرت من بعض الشباب غير مقبولة، عليهم ألا ينسوا أننا مثل أخواتهم وأمهاتهن، ولا يصح أن يصدر منهم هذا السلوك تجاه بنات الناس الأخريات.
عائشة الجبل: نريد أن نضرب مثالًا في الأخلاق، نحن كشعب سوداني، رجال ونساء، علينا أن نكون متضامنين مع بعضنا البعض
وتتابع عائشة الجبل: "نريد أن يضرب السودان مثالًا في الأخلاق، نحن كشعب سوداني، رجال ونساء، علينا أن نكون متضامنين مع بعضنا البعض" وطالبت عائشة، بحماية المرأة في أي موقع تكون متواجدة فيه، دون أن تكون خائفة أو معرضة لهجوم.
وأوضحت عائشة الجبل لـ"ألترا سودان" أنها رفضت رفع دعوى جنائية أو شكوى ضد هؤلاء الشباب لعدة أسباب، لأن المسألة تحولت لقضية رأي عام، ومن جانب آخر، فهي لا ترغب في شكوى أبناء بلدها. تقول: "هم أولاد بلدي".
وتضيف عائشة الجبل: "الشباب السوداني الذي نعرفه، هو من ضرب أروع المثل أبان فترة اعتصام القيادة العامة، كانوا يسهرون لحماية الفتيات". ودعت المرأة السودانية للمطالبة بحقوقها كاملة، دون خوف.