ترندينج

الخازوق ده

05:53 ص

الأحد 11 يوليو 2021

بقلم كوثر ابراهيم

اول ما سمعت عن الخازوق عندما تتحدث المرحومة امي عن شخص ورطوه في مشكلة تقول فلان ده خوزقوه خازوق مشلخ شايقي.. كان بالنسبة لي في صغري ربما شيئ مرتبط بأهلي وشلوخهم…. ثم عرفت انه شيئ شديد السوء بلا تفاصيل…. مع الوقت وعرفت ما هو رفض احساسي تصديقه ونسيته…. حدث ان حصلت عن قصة عن البوسنة نشرتها روايات دار الهلال اسمها(جسر في نهر دارينا) أثناء دراستي في كلية الفنون في سبعينيات القرن الماضي…. القصة عن بناء الأتراك جسر على هذا النهر في ذلك البلد المحتل….. في فصل من الرواية تم القبض على أحدهم واتهم بتخريب الجسر وحكم عليه بوضعه على الخازوق….. تم وصف العملية بالتفصيل الدقيق….. وقد أصابني رعب قاتل. من قسوة الإنسان المفرطة..
… احتجت لكثير من الوقت للنسيان تلك البشاعة لكن تعاود تفكيري بعض الاحيان.. كما مارس الاتراك عند احتلالهم السودان هذا الفعل القبيح.
كانت حادثة مقتل الاستاذ احمد الخير بنفس اسلوب الخازوق ارجعت كل بشاعات الخازوق…. وحده الرسم قد يحد مما تملكني. من بشاعة النظام الكيزان البغيض القاسي… رسمت المشهد كما تصورته الشخص البارد فاقد الاحساس بالانسانية.. الذي يقوم بإدخال السيخة في جسم انسان حي كأنه مجرد شيئ تافه… والحضور الذين يبتسمون مستمتعين بالمشاهدة بلا اي احساس إنساني…. ولقد تمرسا في هذه الفعلة حتى صارت لديهم كاللعب ….يمارسونها بلا اى احساس بالذنب
كان الرسم وسيلتي لاشفي بعض نفسي واتوازن….. وان نرى ببصرنا تصورا. لما قد حدث…. من رأى ليس كمن سمع….. وان تكون اخر البشاعات على جسد ووطننا الحبيب…..

اخر الاخبار