الجاليرى

اية على: الفنانة التي هزمت العنف ضد النساء بالفنون

عرض 2 صور

04:37 م

الجمعة 20 أغسطس 2021

المبدعة التى انتفضت كالعنقاء من تحت رماد القمع والتمييز

اية على الفنانة الناجية من العنف , تلك المبدعة التي انتفضت كالعنقاء من تحت رماد القمع والتمييز، فهى أمرأه واجهت العنف بالفن وحولت طاقة الألم والفقد الى طاقة إبداعية فهى مثل على مقولة ان المعاناة تولد الابداع. فهى شابة تزوجت في عمر مبكر وواجهت اشكال مختلفة من العنف، ولكنها تسامت على الامها واستطاعت ان تشفى نفسها من خلال بعث رسالة للتوعية بالعنف ضد النساء واعلاء يمة التضامن بين النساء وتحدى المجتمع الذكورى الذي لا زال يقلل من تحارب النساء مع العنف والتمييز في السودان. تنتج اية أغاني راب ذات رسائل موجهة للتوعية بالتجارب النسائية مع العنف المنزلى, كما تنتج اغانى تنطلق من تجربتها مع الثورة وذات طابع يعبر عن هموم الشباب ما بعد الثورة. من جانب اخر فهى أيضا تنتج اسكتشات وسلسلة درامية نابعة من بعض تجاربها وتجارب نساء اخريات مع العنف المنزلى, كما انها تنتج أيضا سلسة عن النسوية عبر السوشيال ميديا. اية على هي أيضا رائدة اعمال وشريكة مع زوجها الحالي , حيث تدير شركة انتاج اعلامى في الامارات.

WhatsApp Image 2021-08-20 at 15.04.39 (2)

التقت السودانيات بفنانة الراب السودانية اية على، وتحدثت الينا عن شغفها بالفنون وتجربتها الشخصية التي حولتها الى مصدر الهام وصانعة للوعي بين السودانيات بوسائل فنية وابداعية جديدة فريدة ومتمردة. تحدثنا اليها حول تجربتها فى غناء الراب وفى صناعة الدراما الاجتماعية الهادفة لبناء الوعي حول قضايا العنف ضد النساء. حدثتنا عن عشقها للمسرح والازياء وخاصة المسرح التعبيري، إضافة الى ايمانها بقضايا الحرية وحقوق النساء وشجاعتها في الإصرار على طرق ابواب المسكوت عنه من عنف ضدالنساء في المجتمع السودانى على الرغم مما تواجهه من ردود فعل سلبية في كثير من الأوقات. معا الى مضابط الحوار:

-هل ممكن تعرفينا عن نفسك وعن دخولك لعالم الفن والابداع ؟

انا اية على , سودانية وام مقيمة في الامارات , درست العلاقات الدولية في اندونيسيا وثم اتجهت الى ممارسة أنواع شتى من الفنون منذ فترة الدراسة ولكنى توجهت نحو العمل فيها بشكل مستمر بعد التخرج وكان ذلك بتشجيع من الاسرة وخاصة من زوجى والذى هو أيضا شريكى في انتاج اعمالى.

حدثينا عن تجربتم مع الغناء بأسلوب الراب تحديدا ولماذا اخترتى هذا الأسلوب؟

انا في اعتقادى ان الراب هو نوع موسيقى قادر على إيصال رسائل إيجابية للغاية اذا تم استخدامه بالطريقة الصحيحة ودون اللجوء الى ابتزال الأسلوب. فالراب له تاريخ مرتبط بالتمرد والمناداة بالحقوق, لذلك انا شعرت انه الأداة الأمثل في التعبير عن القضايا التي تهمنى.

تحدثتى عن القضايا التي تهمك, يا ريت تكلمينا شوية عن القضايا البتهتمى بالتعبير عنها من خلال اغنياتك؟

انا مهتمة جدا بالعنف ضد النساء والاضطهاد الذكورى للنساء , ومهتمة كمان بالعنف المنزلى وبعتبر انه دى قضايا بتعانى منها معظم النساء في السودان لكن مافى نقاش كافى حولها. ولانى انا نفسى اتعرضت لتجارب عنف مختلفة , عشان كدة معظم انتاجى وتجاربى الشخصية وتجارب بنات ونساء تانيات في المجتمع من حولى. من خلال اغنياتى بحاول ارفع صوتى وصوت النساء الناجيات من العنف ونعبر عن حقيقة ما نعيشه, كمان بحاول اصنع وعى في المجتمع عبر استخدام الفنون عشان الموسيقى والدراما بتصل الناس بشكل اسهل ودى الأدوات الانا بمتلكها وبجيدها وبحاول استخدمها عشان اعبر عن القضية الانا مؤمنة بيها.

كيف استطعتى كامراة تعرضت لتجارب مع العنف ان تتعافى من تلك التجارب؟ وهل الفنون ساعدتك على التعافى؟

انا كنت مثل نساء اخريات ناجيات من العنف , كنت اعتقد في فترة اننى لن استطيع التعافى او الدخول في تجربة جديدة و ولكن دعم اسرتى وعودتى للدراسة ساعدتني على التجاوز, وبعد ذلك التقيت بزوجى الحالي الذى كان سند كبير لى لتجاوز تجاربى السابقة في العنف الزوجى. كما ان الفنون كانت خير وسيلة لى للتعبير عن غضبى من العادات والتقاليد والمجتمع الذكورى الذى يعيق تحقيق النساء لذواتهن واحلامهن. ولذلك انا الان أحول تجاربى السلبية الى طاقة إيجابية للابداع والدفاع عن قضايا حقوق النساء واستخدام صوتى وفنى في التعبير عن القضايا التي تهممنى وتهم النساء بشكل عام.

حدثينا قليلا عن تجربتك في انتاج اغانى الراب بشكل خاص الاغانى التي تعبر عن العنف ضد النساء مثل اغنية " وجع ام واغنية اب جيقة", كيف تجاوب الجمهور مع الأغنيات ؟

اغنية وجع ام دى مثلا اغنية بتعبر عن تجربة انا شخصيا مريت بيها وحبيت اعبر عنهامن خلال الاغنية دى ولقت رواج لانه في نساء سودانيات كتار بيعانو من البعد عن أطفالهم بسبب القوانين المجحفة في حق النساء. والحقيقة الأغنيات البتكلم فيها عن قضايا نسوية وقضايا العنف بتلقى قدر كبير من التشجيع من البعض ولكن أيضا بتلقى قدر كبير من التنمر والتعليقات السلبية من الرجال وأيضا من بعض النساء. وطبعا هناك ازمة وعى كبيرة في مجتمعنا عشان كدة ممكن يكون في نساء أحيانا ما واعيات بحقوقهم نفسها. والتنمر الاغلب بيجى من الرجال وأيضا محاولات التهديد والرسائل الفيها شتائم لانو انا كمان عندى برنامج اسمه " نسوية مرت من هنا" , بشرح فيهو قضايا النسوية بشكل مختلف وبحاول أوضح المعنى الحقيقى للنسوية , والبرنامج دة بسببه اتعرضت لاساءات كتيرة من رجال سوادنيين خارج وصلت حد التهديد والإساءة لى شخصيا وليس فقط انتقاد المحتوى المقدم. انا كمان انتجت اغنيات اخرى زى " بيدوفيليا" البتتكلمعن العنف ضد الاطفال واهتميت بالتوعية بالموضوع دة فى البرنامج.

هل ممكن تكلمينا اكتر عن تجربة برنامج " نسوية مرت من هنا" ولماذا توقف؟ وما هدف البرنامج وماهو تعريفك انتى الخاص للنسوية؟

البرنامج فكرته التعريف بالنسوية بشكلها الحقيقي وإزالة اللبس عن مفهوم النسوية, خاصة انو النسويات السودانيات والمفهوم بشكل عام بيواجه هجوم شديد . انا بفهم النسوية في اطار انها تفكيك السلطة القمعية الذكورية والوصول للحقوق للنساء. وانا من خلال البرنامج بشتبك مع المفاهيم الخاطئة وبحاول اقدم بعض جرعات التوعية. والبرنامج هو ما توقف لكن انا بنتج في حلقات جديدة وفضلت انها تنزل كسلسلة مع بعض.

ذكرتى تعرضك للتنمر والهجوم والإساءة عبر السوشيال ميديا بسبب الإنتاج البتعمليه عن النسوية وقضايا المراة, كيف بتكون ردة فعلك وكيف بتتعاملى مع التنمر دة ؟

بحاول اتجاهل التنمر دة في اغلب الأوقات واواصل رسالتى , ولكن وصلتنى بعض الاساءات المباشرة لشخصى ومحاولة فبركة معلومات كاذبة عنى , فقمت باجراءات كتيرة للحماية على السوشيال ميديا. لكن التجاهل والمواصلة في العمل والنجاح هي دائما افضل وسيلة لاسكات المسيئين على السوشيال ميديا وغيرها. وانا عملت اغنية " رسالة للمتنمرين" عشان اعبر عن الجانب من دة التحديات البواجها كمعنية راب امراة وسودانية ملتزمة بقضايا المساواة والحرية. كما عملت اغنية أخرى بعنوان " قالو لى ما تغنى راب" عشان اعبر عن رفضى للتوقف ممارسة فن مقتنعة بيه جدا. طبعا في مجتمعنا في وصمة للغناء للراب بيواجهوا كل المغنين للون دة من الفن لانه جديد على السودان و لكن طبعا النساء بيواجهوا الاساءات بشكل اكبر لما يغنوا راب. لكن انا حاظل ادافع عن فنى ولانى مقتنعة انو بقدم محتوى هادف وعنده رسالة توعية وعارفة انو المحتوى بيتحدى المجتمع عشان كدة في تمن كلنا بندفعه عشان يحصل تغيير في وعى الناس, عشان انا بستخدم الأداة البعرفها عبر فنى.

كيف اتلقى الجمهور انتاجك الدرامى عن العنف الزوجى والمنزلى عبر شخصية نسمة ؟ ولماذا توقفت الحلقات؟

التفاعل مع الإنتاج الدرامى ما كان على در الحجم المرجو , لانو زى ما زكرت قبل كدة دة موضوع فيه لمس مباشر لمجتمعنا الذكورى التقليجى عشان كدة الاستجابة زامكن فيها شى من الصدمة لكتيرين, لكن كمان في نساء كتار عبروا عن انو دة واقع معاش . طبعا في ناس بتنكر وجود عنف منزلى وزوجى بحجم كبير فى السودان لكن الاحداث الأخيرة البدت تظهر في الاعلام لمقتل فتيات على ايدى افراد اسرهم وازواجهم دة بيوضح مدى الواع الصعب العايشنو النساء و لكن مافى قوانين تحميهم. وحلقات البرنامج ما اتوقفت لكن اخترنا انه ننتج سلسلة كاملة وبعد داك ننشرها مكتملة ودة حيتم قريبا .

عندك جانب تانى من انتاجك الفني بيتهم بقضايا الوطن والثورة , وخاصة الاغنية الأخيرة "سودانا الغالى" الحققت نجاح كبيرو كلمينا عن نجاح الاغنية وعن الجانب دة من انتاجك الفني.

اغنية " سودانا الغالى" حققت نجاح كبير ومشاهدات عالية فعلا لانها باختصار ما اتطرقت لقضايا العنف ضد النساء ولا المجتمع القمعى الذكورى. الاسرة والوالدة ابدوا استغراب من النجاح الكبير للاغنية وانا رديت بانه السبب اكيد انى ما تكلمت فيها عن القضايا الاكتر حساسية ى المجتمع وهى قضايا النساء والهى الناس ما بتحب تسمع عنها او بتهرب من النقاش فيها. لكن طبعا انا سعيدة بنجاح الاغنية ولأنها بتعبر عن شعورى الحقيقة كسودانية شاركت في الاعتصام وشافت الامل في التغيير وقلبها اتوجع بى فض الاعتصام لدرجة الصدمة, وكلنا كان عندنا امل كبير في التغيير لكن حال البلد الان ما وى توقعاتنا عشان كدة امكن الاغنية لامست شعور سودانيين كتار.

هل كنتى من الناس الشاركو في الاعتصام والثورة , وهل قمتى باى انتاج فنى اخر في الاطار دة ؟

نعم انا كنت في السودان أيام الاعتصام وخاصة رمضان وطلعت من الاعتصام قبل ساعتين فقط من الفض , ولكنى شهدت الحصل كله لانى كنت في منطقة برى. الحصل دة عنل لى صدمة نفسية لفترة طويلة وكتبت قصيدة اسمها " النورس" تخليد لذكرى الذين فقدناهم في الاعتصام. كمان عملت اغنية اسمها " انتى الثورة" و تأكيد على دور النساء في الثورة المجيدة وعلى أهمية ثورة النساء لتغيير اوضاعهم. وانا بفتمر انه لسا قدامنا مشوار طويل عشان نوصل لكل أحلام التغيير البدت في الاعتصام.

في الختام كلمينا عن مشاريعك المستقبلية وكيف بتشوفى مستقبل الفن الجاد البيخدم قضايا زى حقوق المراة في السودان؟

انا شغالة على عدد من المشاريع الفنية حتصدر قريبا جدا منها أغنيات وأيضا انتاح درامى ومواصلة لحلقات نسوية مرت من هنا . فالجمهور موعود بإنتاج مستمر الفترة المقبلة. بالنسبة للراب والفن الملتزم بقضايا النسوية , بفتكر انو دة مشوار طويل للتغيير واكيد كل مرة بنكسب مساحات جديدة , وبتمنى انو يكون في تضامن بين النساء في المجال دة عشان نقدم انتاج فنى يساهم في رفع الوعى وتغيير أوضاع النساء السودانيات للافضل.

اخر الاخبار