
04:08 ص
الأحد 29 أغسطس 2021
تابع الإعلام الألماني باهتمام تعاقد السعودية مع رائدة الكرة النسائية الألمانية مونيكا شتاب لإنشاء منتخب سعودي للسيدات. شتاب تعرف الدول العربية والخليجية بالتحديد، وتتمتع بخبرة دولية واسعة في نشر الثقافة الكروية النسائية.
استعان الاتحاد السعودي لكرة القدم بخدمات نجمة الكرة النسائية الألمانية مونيكا شتاب للإشراف على برنامج كرة القدم النسائية تشمل إنشاء منتخب أول لسيدات، في سياق مساعي المملكة لتطوير هذه الرياضة. شتاب هي واحدة من أنجح مدربات كرة القدم في العالم ورائدة في كرة القدم النسائية الألمانية. مشوارها حافل بالإنجازات الدولية منها عملها منذ عام 2007 في بلدان مثل أفغانستان وغامبيا وعدد من دول الخليج العربية. فشتاب ليست غريبة تماما عن عالم الكرة السعودية، إذ أوضحت مديرة إدارة الكرة النسائية بالاتحاد السعودي لكرة القدم لمياء بهيان أن شتاب "سبق لها التعرف عن قرب على كرة القدم النسائية في المملكة، حيث اطلعت في كانون الأول/ ديسمبر 2020 خلال دورة تدريبية على الفرق النسائية، وانبهرت من عدد الفتيات اللواتي يمارسن كرة القدم"، رغم كل الحواجز الدينية والاجتماعية التي تعيق الرياضة النسائية في السعودية بشكل عام.
وستقوم شتاب في مرحلة أولى بزيارات استكشافية للمدارس والأكاديميات في مختلف أنحاء المملكة بهدف رصد واختيار المهارات الكروية النسائية للمنتخب الأول ولمنتخب الفتيات الأقل من 17 عاما. وتشمل مهمة شتاب أيضا بلورة وإدارة الجوانب الفنية لمناهج التدريب وتقييمها في مراكز التكوين الإقليمية. بمعنى أن مهمة النجمة الألمانية لن تقتصر على مهمة اختيار وتدريب المنتخب النسائي الأول، وإنما يندرج عملها في مشروع أوسع يدخل في سياق سياسة الإصلاحات المجتمعية الواسعة التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خاصة فيما يتعلق بوضعية المرأة السعودية التي ألغيت عدد من القيود البائدة ضدها، مثل منعها من قيادة السيارات أو منعها من السفر إلى الخارج دون موافقة ولي أمرها. وبهذا الصدد أوضحت شتاب في حوار مع موقع "شبورت شاو" (20 أغسطس / آب 2021) للقناة التلفزيونية الألمانية الأولى:
"في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، طُلب مني فجأة، عما إذا كان بإمكاني إجراء دورة تدريبية للنساء في الرياض. كان الأمر مدهشا تماما بالنسبة لي. تشبيه الأمر بالفوز بستة من أرقام يانصيب اللوتو، ربما يكون مبالغا فيه بعض الشيء، لكنني كنت سعيدًة جدًا، لأن الأبواب فُتحت حقًا لكرة القدم النسائية السعودية وأنه سُمح لي بأن أكون جزءًا من هذا المشروع".
العيار الثقيل، اقتحمت عالم كرة القدم النسائية في ألمانيا في نهاية السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي، في وقت كان ينظر فيه المجتمع الذكوري في ألمانيا باستعلاء لكرة قدم السيدات. سطع نجم شتاب مع أندية أوروبية عريقة مثل كوينز بارك رينجرز وساوثهامبتون الإنجليزيين ثم باريس سان جيرمان الفرنسي، قبل أن تقرر العودة إلى ألمانيا حيث أشرفت على الإدارة الفنية لنادي فرانكفورت النسائي، قبل توليها لرئاسة نفس النادي بين عامي 1999 و2003. واستطاعت شتاب أن تصنع لنفسها اسما لامعا في دوائر صنع القرار الكروي النساء الدولي. واشتهرت كذلك بمحاضراتها حول اللعبة في الاتحادين: الدولي (فيفا) والأوروبي (يويفا). كما اضطلعت في أكثر من مناسبة بمهمة تمثيل فيفا وألمانيا في عدد من المهام والمناسبات الدولية.
المشوار الطويل لشتاب قادها للعديد من الدول العربية وخاصة الخليجية منها، حيث قامت بعمل تأسيسي رائد في البحرين، وقادت هناك مشروعا للفيفا لأول مرة عام 2007 وأنشأت هناك باكورة فريق نسائي لكرة القدم. كما عملت في قطرلمدة عام ونصف لبناء المنتخب الوطني. عملها في دول الخليج آنذاك جعلها تنبه للحظر الذي كانت تعاني منه الكرة النسائية في المملكة. وفي هذا السياق قالت شتاب لموقع "شبورت ستوديو" "حقيقة أن تكون المملكة العربية السعودية آنذاك الدولة الوحيدة في العالم التي لم يُسمح فيها رسميًا بكرة القدم النسائية، كانت بمثابة شوكة في حلقي".
خبرة واسعة في خدمة مشروع تاريخي
اكتسبت شتاب خبرة دولية واسعة، فخلال السنوات الـ 14 الماضية فقط، زارت ما لا يقل عن 80 دولة بهدف ترسيخ كرة القدم النسائية بتكليف من ألمانيا أو المؤسسات الدولية الرياضية. وعبرت شتاب عن سعادتها باختيار الاتحاد السعودي لكرة القدم الاعتماد على الخبرة التي اكتسبتها على مدى خمسين عامًا، وتكليفها ببناء فريق وطني للسيدات في المملكة. وستبدأ شتاب عملها بحلول شهر سبتمبر/ أيلول 2021 في مهمة تاريخية رائدة واستثنائية. وعبرت في تصريح لموقع الاتحاد الألماني لكرة القدم، أن يساهم عملها في الدفع بحقوق المرأة السعودية إلى الأمام "هي مغامرة أتطلع إليها، لا أعرف ما الذي ينتظرني بالضبط". وأضافت "إنها مهمة تاريخية، أتطلع لأن أصبح جزءا من أول منتخب كرة قدم للسيدات في تاريخ السعودية، نعمل على ذلك وسيتم إنجاز الكثير من العمل حتى يتحقق ذلك".