مبادرات

"بتقدري"....نساء يصنعن التغيير

07:08 ص

الأحد 12 سبتمبر 2021

مهم أن يكون لدينا دور إنتاجي لأنه وفقاً لتصريحات الحكومة 82% من الشعب السودانية بنهاية العام سيكون على عتبة الفقر
التمكين الإقتصادي للنساءو رفع الوعي أساس لخلق التغيير
حوار:ملاذ عصام
شاركت النساء عامة و السودانيات بصورة خاصة في خلق الكثير من المساحات و الفرص لبعضهن وللمجتمع كافة ، وبذلك لعبن أدوار عظيمة في المجال السياسي والإجتماعي والإقتصادي وكل المجالات، وتواصل عطاء الرائدات ونضالهن خلال الأجيال المختلفة .
وفي ذلك السياق إلتقت "السودانيات" بمنتهى إحدى الرائدات الشابات
و الحائزة على الوسام العالمي لصانعات التغيير 2021 -ضمن المسابقة التي تُقام على هامش فعاليات المؤتمر الحادي عشر للمرأة القيادية والريادية بتركيا- وهي المؤسسة لمنصة "بتقدري"، وهي منصة سودانية تهدف إلى تمكين النساء إقتصادياً وإجتماعياً بتوفير مصدر دخل مجدي إقتصادياً، وذلك بالتدريب المهني ورفع الوعي، فإلى التفاصيل:

1

-تعريف
منتهى عبدالله خريجة هندسة جامعة بحري عام 2018، ماستر في الجندر جامعة الأحفاد ،و مهتمة بتمكين النساء أعمل في هذا المجال منذ المرحلة الثانوية
-حول فكرة "بتقدري"
البداية كانت في العام 2012 بمبادرة صغيرة في الجامعة وكنت حينها طالبة جامعية في السنة الأولى وأسكن في الداخلية، ولاحظت ان عدد من الطالبات يعجزن عن دفع رسوم الداخلية ، فقمت مع بعض صديقاتي بعمل بازارات و برامج نجمع من خلالها أموال لدفع رسوم الساكنات و إستخرجنا قائمة طالبات من كل كلية لا يستطعن دفع الرسوم لندفع لهن، ولكن أصبحت التكلفة عالية بالنسبة لنا والجامعة تقبل أعداد كبيرة من الطالبات، كما أننا لاحظنا إذا دفعنا الرسوم تبقى مشاكل أخرى متعلقة بالذهاب للجامعة و إحتياجات الدراسة والطعام وتكون النتيجة عجز الطالبة عن تحقيق النجاح رغم دفع الرسوم وهذا أمر صعب ، فبدأنا بتعليمهن أشياء مختلفة وأنا كنت أرسم فبدأت بتعليمهن المكياج حيث تضع كل واحدة المكياج لزميلاتها مقابل مبلغ مالي يساعدها على تغطية بعض التكاليف، ووجدت ان هذه الفكرة أكثر جدوى من إعطاء مال، فبدأنا في تطويرها وعملنا في الجامعة بصورة أكبر و تم التعاون مع مدربات/ين من خارج الداخلية و بدأت الأوضاع تتحسن تدريجياً.
-كيف تواصلت الفكرة بعد تخرجك من الجامعة؟
في العام 2018 عندما تخرجت واصلت في التدريب بصورة أوسع وبطريقة أجود وأكثر تخصصية وكنانقيم
عملنا كل فترة ونرى نتائجه، وعملنا مع أكثر من 4500سيدة في الخرطوم والأبيض وكسلا وجزء من الولاية الشمالية، فأصبحن يتعلمن المهن لكن في كل مرة تظهر عقبة جديدة حتى وصلت الى ان المشكلة تكمن فيأنهن لايعرفن كيفية دخول السوق، وذلك لأن معظمنا نحن النساء لانملك الخبرة الكافية فقط نجد أنفسنا تخرجنا ويجب ان نعمل رغم أننا لم نذهب الى الأسواق و لم نقم بالشراء والتفاوض حول الأسعار، و لم نتعلم عن المنتجات بشكل كافي ولانعرف التسويق والتوزيع والبيع فقط يجب أن نعمل، كما أننا لم نجد الدعم النفسي الذي يجعلنا نستطيع تحمل الصدمات التي تحدث لنا في الشارع، علاوة على أن السوق نوعي حيث يُقسم الأنشطة على حسب النوع الإجتماعي والفئات وكثير من الأشياء الأخرى.وأيضاً معظمنا غير مُدركات للأدوار التي يمكننا القيام بها ودائما نحصر أنفسنا في الدور الإنجابي وهو الأشياء المتعلقة بالمنزل والأسرة وغيرها، ونقوم بالدور المجتمعي إلى حد ما فلدينا جمعيات و مؤسسات وأحياناً قد نُعطى مكتب مرأة في لجنة مقاومة أو لجنة حي وغيرها من اللجان، لكن نجد انه ليس لدينا دور إنتاجي بمعنى ان تعملي وتأخذي مقابل مالي لأن الإنتاج مرتبط بالدخل المادي، ومهم أن يكون لدينا دور إنتاجي لأنه وفقاً لتصريحات الحكومة 82% من الشعب السودانية بنهاية العام سيكونوا على عتبة الفقر، و هذا يعني انه لا يستطيع الفرد أن يتحمل مصاريف أكثر من شخصين بتغطية إحتياجاتهم الأساسية فقط، ووفقاً لهذا اذا لم نعمل لن نعيش ونحن النساء متطلباتنا كثيرة والسودان لن ينمو بربع الشعب لأن الرجال أيضاً في أعمار متفاوتة فإذا افترضنا أنهم نصف المجتمع فالنصف منهم أي ربع المجتمع فقط في فترة إنتاج والمتبقي أطفال و كبار سن عليهم فهل نحن سنعبر بالربع فقط؟ فلذلك لابد من وجود مشاركة حقيقية للشابات إضافة، لأننا متفوقات لأننا أكثر ترتيباً و ننجز المهام بسرعة أكبر وكفاءة أعلى ولدينا قابلية للتطور والعمل في قطاعات مختلفة وبناء شراكات وعلاقات، وأهم من كل ذلك أننا نتعلم بسرعة أكبر، وذلك مادفعنا لمحاولة تطوير النساء ولكن ذلك لن يختصر على جانب واحد لأن التمكين الإقتصادي وحده في كثير من الأحيان لن يكفي، و قد تصبح مشكلة اذا علمت احداهن أو صنعت لها مشروع فبذلك قد تضعها في موضع صعب حيث أعطيتها مهنة وجعلتها عرضة للفشل
-مشاركات "بتقدري" وتشبيكها مع برامج أخرى
بعد ثورة ديسمبر في عام 2020 إشتركت في برنامج السفارة الهولندية لريادة أعمال الشباب –أورانج كورنر- ودخلت منافسة مع 1250 شاب وشابة ووصلت أفضل 20مشروع وكان مشروعي هو الأول، فبدأت تطبيق مشروع "بتقدري" بطريقة مختلفة ليس تدريب مهني فقط ،حيث بدأنا بدعم الجوانب الأخرى فأصبحنا منصة سودانية تعمل على تمكين النساء إقتصادياً واجتماعياً عن طريق التدريب المهني و رفع الوعي. ووضعنا عدة شروط للتدريب المهني وهي : أن يكون من الممكن تعلم المهنة أو المهارة بسرعة ، تحقيق أرباح جيدة ، لاتحتاج رأس مال كبير، مناسبة لمقدرات المتعلمة وحوجة السوق. وبالنسبة لرفع الوعي نقدم دعم نفسي وتعريف بالأعمال، وبذلك تخرج امرأة تملك مهنة و قادرة على دخول السوق و المنافسة فيه وتعلم بدورها الإجتماعي و قادرة على تغيير نفسها وحياتها، وبذلك يحدث لها تمكين اقتصادي كامل وسيؤدي بدوره الى تمكين اجتماعي كامل، وهكذا نستطيع تغيير وضع النساء دون الدخول في أي صراعات .
-عن النتائج التي حققتها المبادرة
في بداية العام الحالي عملنا مع أكثر من 700امرأة في أكثر من 19مجال، دخلت أكثر من 70% منهن السوق فعلياً وحققن أرباح ممتازة، وبلغ متوسط أرباحهن حتى شهر مايو 13مليار جنيه،
وتم هذا الإنجاز بإمكانيات بسيطة مما يعني أننا اذا عرفنا النساء أكثر بما ينقصهن أوالمهارات التي لم يتدربن عليها من قبل سيتمكنن من إنجاز الكثير، وماتجدر الإشارة إليه ان أغلبية المشاركات طالبات جامعيات، و هذا مؤشر يدل على تأثير الوضع الاقتصادي في تغيير العقلية والتفكير.
-المجالات التي تم التدريب و العمل فيها
نحن نسعى لإيجاد السوق أولاً ثم التدريب فيه، مثلاً عند نهاية موجة كورونا الأولى واقتراب موعد عودة الجامعات دربنا 10 بنات على تفصيل البدل فأشتغلن أكثر من ألف طلبية من بعد الكورونا حتى بداية العام الدراسي الجديد بالجامعات لأن تلك الفترة كانت موسم وبه كثير من الخريجين/ات، إضافة لأن الشركات أصبحت كثيرة وإرتداء البدل والجكتات الرسمية إزداد و أصبح موضة تقريباً، وقد انتقلن من مرحلة كانت لديهن مكنة خياطة واحدة يعملن عليها كلهن إلى إمتلاكهن حالياً لمشغل فتحن به فرص عمل لأخريات وتوسعن في نشاطاهن، وعملنا أيضاً في المجالات التجميلية بقطاعاتها المختلفة لأن سوقها كبير و إختراق السوق فيها سهل و أرباحها جيدة جداً ، و في الصناعات الغذائية والصناعات الخفيفة التحويلية مثل الصابون والمواد تجميلية و المواد حافظة والصلصات والكاتشب....الخ
عملنا في المشاريع الإنتاجية جزء منها زراعية وجزء لها علاقة بالثورة الحيوانية لكن كنا داعمين لها فقط وعملنا أعمال يدوية مختلفة لكن أيضاً كانت الحاجة الأساسية أننا ندربهن على أشياء تجلب مال فكنا نربطهم بمنصة كرافت استور فحققوا أرباح جيدة معهم .
-الخطوات القادمة في المشروع
خلال الفترة القادمة سوف نعمل على حاضنة أعمال وفكرتها أننا ندرب 25 شابة لتكون لديهن مشاريع أو أفكار مدتها أقل من سنة بشرط أن تكون قابلة للتنفيذ، قابلة للتوسع، و توفر وظائف لسيدات أُخريات، ولها أثر مجتمعي واضح وتهدف لخلق تمكين للنساء، إضافة لريادة الأعمال فأغلب من عملنا معهن بدأن بمجال واحد وحاليا تعملن الكثير وهذا دليل على أننا قادرات فقط نحتاج أن نتعلم.
-الفئات المستهدفة
نستهدفين النساء في الفئة العمرية من 18-35سنة وهذه أكثر الفئات الموجودة تحت خط الفقر.
-كلمة أخيرة
التمكين الإقتصادي و رفع الوعي وبالتالي إشراك النساء هم الأساس لخلق التغيير الجذري والحقيقي وأخذ الحقوق وتحقيق العدالة.

اخر الاخبار