الخرطوم 27-9-2021 (سونا) ـ
قال المهندس خالد محجوب عم الشهيد محجوب التاج طالب كلية الطب بجامعة الرازي، في إفادته أمام المحكمة اليوم، "إن قوات أمن هيئة العمليات لم تكتف بما فعلته بالشهيد وإنما حرمتنا حتى من إقامة سرادق العزاء"، وذلك بالاعتداءات المتكررة وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على جموع المعزين طيلة ثلاثة أيام متواصلة وبإطلاق سياراتهم المندفعة بسرعة كبيرة في مواجهة كل من كان في حرم منزل والد المرحوم حتى أنها دهست أحد المعزين لكن عناية الله تداركته فلم يمت.
وأضاف المهندس خالد أمام المحكمة التي عقدت برئاسة مولانا زهير بابكر عبد الرازق أنهم اضطروا مع شدة ضغط قوات الأمن عليهم ومطارداتهم لنقل الجثمان إلى منزل عمة الشهيد بعيدا عن منزل أبويه إلا أن ملاحقات الأمن ظلت مستمرة بكل قسوة، متجاوزة كل الأخلاق الإنسانية وكل الأعراف السودانية ودون مراعاة لمشاعر الحزن التي ألمت بذوي الفقيد حتى إنهم اضطروا لأخذ والدته لتلقي نظرة الوداع الأخيرة على جثمان ابنها المسجى في بيته عمته.
وكشف عمه وقد "تهدج صوته" حين ذكر أنه شاهد ضربات تعلوها هالات سوداء خلف رأسه وخلف أذنه تحت القفص الصدري على جانبي ظهره وأن الطبيب في مشرحة مستشفى أم درمان نبه إلى وجود حالة سواد تكسوا أظافره وأن جلده كان يتفسخ حين يمرر عليه يده.
وذكر عم الشهيد الذي قدم شهادته بوصفه الشاكي ومن كان يتابع ملابسات سير الأحداث حتى مواراة الجثمان الثرى، أن ضابط شرطة برتبة ملازم ظل يبحث عنه حتى وجده وأبلغه أن عناصر الأمن أتت بجثمان الفقيد في قسم شرطة بحي كافوري، وأن تلك العناصر أبلغتهم أنه عثرعلى جثمان مجهول الهوية ملقى على الأرض دون أن يعرفوا أسباب الوفاة إلا أنهم في قسم الشرطة رفضوا أن يتسلموا الجثمان، مشيرا إلى أن ضابط الشرطة هذا أكد لهم أنه يستطيع أن يحدد عنصر الأمن الذي رافق الجثمان حتى القسم متى ما طلب منه ذلك، وأودع رقم هاتفه ومضى.
وفي سياق متصل تعرف العقيد أمن "م" متوكل عبد الرحمن محمد قائد قطاع هيئة العمليات بمنطقة "طيبة " جنوبي الخرطوم على أربعة متهمين حينما عاينهم اليوم في قفص الاتهام.
حيث أكد أنهم كانوا في مسرح الأحداث في منطقة جامعة الرازي من بينهم المتهم الخامس، علي الزبير، والمتهم السابع محمود الذي أفاد بحقه أنه تعرف عليه لضخامة جسده واتضاح ملامح وجهه، مشيرا إلى أنه كان يعمل كسائق في هيئة العمليات في قطاع طيبة الذي كان يقوده هو وأنه فصل من الخدمة حينما ارتكب حادث سير.
وأوضح أنهم في هيئة العمليات ليس من شأنهم اعتقال أحد أو ضرب المتهمين وأنهم كعساكر انحصر دورهم في عمليات التدريب وأن الجنود الذين كانوا يعملون تحت إمرته كانوا في غاية الانضباط حتى أدق التفاصيل فسياراتهم تحمل لوحات مرقمة وأن طبيعة عملهم تنحصر في الجوانب اللوجستية وتشوين مراكز الارتكاز.