بروفايل

سيرة الراحلة زينب بت بتي : البصيرة الشهيرة

05:19 ص

الأحد 03 أكتوبر 2021


ولدت زينب مصطفى أحمد بتي عام1927م بود أرو – بحي القلعة بأم درمان وهي من فرع البتياب في قبيلة الجموعية الشهيرة ، وعرفت بأنها أشهر طبيبة شعبية لعلاج رضوض وكسور العظام في البلاد، وكانت علما من أعلام المدينة التأريخية.
تعلمت زينب الطب الشعبي و استمدت خبرتها في علاج العظام من والدها أحمد ود بتي، الذي كان قبل رحيله أشهر (بصير)، كما يسمي المعالجون الشعبيون للعظام في السودان، وكان أول من عالجته ابنها (صلاح )حين لم يستطع أبوها(جده) جبر كسره لعاطفة وحنان ربطاه بولد ابنته .
كانت زينب بنت بتي تعالج معظم لاعبي الكرة في أندية القمة المريخ والهلال والموردة والنيل والأهلي أو الأندية ألصغري في العاصمة المثلثة ، وكان اللاعبون والإداريون يترددون عليها حالة إصاباتهم بالكسور أو إصابات الملاعب الأخرى .
ولم يقتصر علاجها على لاعبي الكرة والرياضين فقط فقد عالجت كثير من المشاهير ومن الشخصيات الكبيرة التى عالجتها زينب الرئيس الفريق إبراهيم عبود الذي كان يعاني “فككاً” كما كان لها شرف علاج الرئيس نميري الذي كان رياضياً معروفاً وقد سقط من حصان فكسر يده، ولم يقتصر عليها على رؤساء البلاد فقط فقد جاءها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي الذي كان يعاني إصابات في الظهر فعالجته ، إضافة لبعض الشخصيات العربية من المملكة العربية السعودية و الإمارات وآخرين من الدول الأجنبية الأخري،وهؤلاء الضيوف كانوا يفدون إليّها عن طريق السودانيين الذين حدثوهم عنها.
ويشهد لها في برعاتها أن هناك حالات من الكسور والإصابات اعتبرها الأطباء صعبة ويستعصي عليهم علاجها فحولت لها من المستشفيات.
وكان في وجود زينب البصيرة قل أن يلجا مصاب بكسر في أمدرمان القديمة لعلاج خلاف أياديها المبروكة المعالجة .
ولعقود امتدت من الزمان ظل بيتها مفتوحا لعلاج الحالات ليل نهار ولم تكن بنت بتي تبخل بالمساعدة ولا تشترط مبلغاً معيناً من المال علي الشخص، فكل شخص حسب استطاعته المادية ،وفي علاجها لجبر الكسور كانت بنت بتي تستخدم مهارتها التقليدية والموهبة الربانية والخبرة المتوارثة إضافة للماء البارد أو الساخن كمكدات فقط.
ويعرف عن زينب بنت بتي أنها رفضت أن تفتح عيادة متخصصة وذلك حتى تطوير عملها كما طلب منها الرئيس نميري الذي كان كرمها في (يوم المرأة ) بجائزة ثمينة، وكانت حجتها في ذلك أنها كانت تري في فتح العيادات تكاليف مادية للمرضى لا استطاعة لهم بها،مما يشكل عبئاً عليهم كما أن فيها إضاعة للأجر والثواب.
وبنت بتي كانت حكيمة وتعرف عملها جيداً فبمثلما كانت ترد إليها بعض الحالات المحولة من المستشفيات ،كانت هي بدورها تحول بعض حالات الكسور المركبة إلي المستشفي ، كما كانت تستقبل أطباء لعلاجهم وجبر كسورهم.
توفيت بنت بتي يوم الثلاثاء21 فبراير 2006م وقد شيعتها كل أم درمان رحمها الله رحمة واسعة.

بقلم احمد عوض

اخر الاخبار